❞ رواية موبي ديك ❝  ⏤ هرمان ملفل

❞ رواية موبي ديك ❝ ⏤ هرمان ملفل

تدورأحداث الرواية حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود كما تحوله إلى كيان رمزي معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش مطلق عيش وعن المشروع الاميركي الذي وجد في عمل ملفيل شكلا من اشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت اميركا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكان. فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكامنة
سافر إسماعيل في شهر ديسمبر من جزيرة مانهاتن إلى مدينة نيو بدفورد في ولاية ماساتشوستس، مخططًا للتسجيل في رحلة بحرية لصيد الحيتان. كان الخان الذي وصل إليه مكتظًا بالناس، لذا وجب عليه أن يتقاسم السرير مع الإنسان المتوحش ذي الوشوم كويكويج البولنيزي (من سكان بولنيزيا)، وهو صائد حيتان، وكان والده ملكًا لجزيرة روكوفوكو الخيالية. في الصباح التالي، حضر إسماعيل وكويكويج خطبة البابا مابل عن سفر يونان، ثم توجها نحو جزيرة نانتوكيت. سجل إسماعيل في رحلة بحرية مع مالكي سفينة بيكود لصيد الحيتان، وهما الكويكرز بيلداد وبيليج. وصف بيليج الكابتن آهاب: «إنه رجل عظيم، غير تقي، رجل شبيه بالإله»، ومع ذلك هو شخص لديه «إنسانياته». استأجروا كويكويج في صباح اليوم التالي. تنبّأ رجل يُدعى إيليا بأن مصيرًا أليمًا سيحدث إذا انضم إسماعيل وكويكويج إلى آهاب. وبينما حُمّلت المؤن، صعدت شخصيات غامضة على متن السفينة. وفي يوم الميلاد البارد، غادرت بيكود الميناء.

ناقش إسماعيل علم دراسة الحيتان (التصنيف الحيواني والتاريخ الطبيعي للحوت)، ووصف أفراد الطاقم. ستاربك، الربّان الأكبر، والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، كويكرزي من جزيرة نانتوكيت، ذو عقلية واقعية، كان كويكويج رمّاحه لصيد الحيتان، الربّان الثاني هو ستاب، من كيب كود، هو شخص سعيد ومنطلق ومحظوظ ومبتهج، كان رمّاحه تاشتيغو، المغرور، ذي الأصل الهندي النقي، وهو من غاي هيد، والربّان الثالث كان فلاسك، من جزيرة مارثا فينيارد، كان قصيرًا وشجاعًا ورمّاحه داغّو، إفريقي طويل، وهو الآن من سكان نانتوكيت.

عندما ظهر آهاب أخيرًا على سطح مؤخرة السفينة، أعلن أنه مغادر للانتقام من الحوت الأبيض الذي حرمه ساق واحدة من ركبته حتى أسفل قدمه وتركه يستخدم بدلة صناعية مصنوعة من عظم فك الحوت. سيُقدم آهاب للرجل الأول الذي سيرى موبي ديك (الحوت الأبيض الصخم) دوبلونًا، وهي عملة ذهبية، ثبّتها في صارية السفينة. احتج ستاربك على أنه لم يأت من أجل الانتقام بل من أجل الربح. قصد آهاب ممارسة تعويذة غامضة على إسماعيل: «بدت ضغينة آهاب لي أنها لا تخمد». وبدلًا من الاقتراب من منطقة رأس هورن، اتجه آهاب إلى المحيط الهادئ الاستوائي عبر جنوب إفريقيا. وبعد ظهر أحد الأيام، في الوقت الذي يقوم فيه إسماعيل وكويكويج بنسيج شبكة –«بدا أن شدّها كان ضروريًا، لتصبح يداه حرة، وتكون فرصة لرمح كويكويج»– رأى تاشتيغو حوت العنبر. ظهر خمسة من الرجال غير المعروفين من قبل على سطح السفينة، وتبين أنهم طاقم خاص مُختار من قبل آهاب، مفسرين بذلك الشخصيات الغامضة التي شُوهدت تصعد على السفينة. قائدهم فيدالا، بارسيّ الطائفة، وهو رماح آهاب. كانت تلك الملاحقة غير ناجحة.

قامت بيكود بأول مقابلة بحرية أو «محادثة بين الصيادين» على متن سفن أخرى من أصل تسعة في جنوب شرق رأس الرجاء الصالح، نادى آهاب ال غوني ألباتروس ليسألهم عما إذا كانوا شاهدوا الحوت الأبيض، ولكن البوق الذي كان يستخدمه الكابتن للتكلم وقع في البحر قبل أن يتمكن من الإجابة. شرح إسماعيل أنه بسبب انهماك آهاب بالموبي ديك، كان يبحر دون الاعتماد على «المحادثات» المعتادة، التي تعرف بأنها «لقاء اجتماعي لاثنتين أو أكثر من سفن صيد الحيتان»، إذ يظل القبطانين على سفينة، وكبار الربّان على السفينة الأخرى. في المحادثة الثانية بعيدًا عن رأس الرجاء الصالح، مع تاون-هو، صائد حيتان من نانتوكيت، تم البوح بقصة «حكم الإله» المخفية فقط للطاقم: انتُقد صياد نشيط بقسوة لضربه ربّانًا متعسفًا، وعندما قاد ذلك الربّان مطاردة موبي ديك، سقط من القارب وقتله الحوت.


Herman Melville
مكانتها في الأدب العالمي
تحتلّ رواية "موبي ديك" مكانةً مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي، بالإضافة إلى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة حول الصراع والتحدّي بين حوت وإنسان. ويقول الأمريكيون عنها: "إنها ملحمتنا الأميركية الوحيدة".

غير أن الرواية لاقت من الإهمال بعد صدورها ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والإحساس بالعجز، ليقضي بقيّة حياته موظّفاً في سلك الجمارك الأمريكية ويموت مُهمَلاً مجهولاً في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.

وخلال زهاء ستّين عاماً من صدور "موبي ديك" للمرّة الأولى، لم يُلتفت إليها ولم يُنظر إليها بصفتها روايةً عظيمةً سوى عام 1907، أي بعد مرور 16 عاماً على رحيل مؤلّفها، عندما تم إدراجها ضمن سلسلة "إيفري مان لايبراري" الشهيرة التي تنشر الكلاسيكيات الكبرى.

ولم يهتم النقّاد بالرواية إلا في العشرينات من القرن الماضي؛ حين بدأ الباحثون والنقّاد وأساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طوّر شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الأمريكية تحتل مكانةً مرموقةً في تاريخ الرواية العالمية.

تُرجم العمل إلى اللغة العربية على يد الناقد والشاعر والمؤرّخ والمحقّق الفلسطيني إحسان عبّاس عام 1956. وصدرت الترجمة لأوّل مرة عن "مؤسّسة ناصر للثقافة" في بيروت.

وفي مجال السينما، قُدّمت العديد من الأفلام المقتبسة عن الرواية؛ أبرزها الفيلم السينمائي الذي أخرجه جون هيوستن (John Huston) عام 1956، بالعنوان نفسه. وهو من بطولة الممثّل الكبير غريغوري بيك (Gregory Peck) الذي جسّد شخصيّة البحّار "اهاب"، مقدّماً بذلك أحد أعظم أدواره على الإطلاق. وحصل الفيلم على العديد من الجوائز.

وفي 2015، أُعيد تقديم الرواية برؤية سينمائية جديدة تحت عنوان "في قلب البحر" (In the Heart of the Sea)، وهو من إخراج رون هاوارد، وبطولة كريس هيمسورث وبنجامين وكر وجوردي مولا وسيليان ميرفي. وكتب نصّ السيناريو كلّ من: أماندا سيلفر وريك جافا وتشارلز ليفيت.
هرمان ملفل - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ موبي ديك ❝ ❞ بارتلبي النساخ ❝ ❞ موبى ديك ❝ الناشرين : ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ دار نينوي للدراسات والنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.

نبذة عن الكتاب:
موبي ديك

1998م - 1446هـ
تدورأحداث الرواية حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود كما تحوله إلى كيان رمزي معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش مطلق عيش وعن المشروع الاميركي الذي وجد في عمل ملفيل شكلا من اشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت اميركا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكان. فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكامنة
سافر إسماعيل في شهر ديسمبر من جزيرة مانهاتن إلى مدينة نيو بدفورد في ولاية ماساتشوستس، مخططًا للتسجيل في رحلة بحرية لصيد الحيتان. كان الخان الذي وصل إليه مكتظًا بالناس، لذا وجب عليه أن يتقاسم السرير مع الإنسان المتوحش ذي الوشوم كويكويج البولنيزي (من سكان بولنيزيا)، وهو صائد حيتان، وكان والده ملكًا لجزيرة روكوفوكو الخيالية. في الصباح التالي، حضر إسماعيل وكويكويج خطبة البابا مابل عن سفر يونان، ثم توجها نحو جزيرة نانتوكيت. سجل إسماعيل في رحلة بحرية مع مالكي سفينة بيكود لصيد الحيتان، وهما الكويكرز بيلداد وبيليج. وصف بيليج الكابتن آهاب: «إنه رجل عظيم، غير تقي، رجل شبيه بالإله»، ومع ذلك هو شخص لديه «إنسانياته». استأجروا كويكويج في صباح اليوم التالي. تنبّأ رجل يُدعى إيليا بأن مصيرًا أليمًا سيحدث إذا انضم إسماعيل وكويكويج إلى آهاب. وبينما حُمّلت المؤن، صعدت شخصيات غامضة على متن السفينة. وفي يوم الميلاد البارد، غادرت بيكود الميناء.

ناقش إسماعيل علم دراسة الحيتان (التصنيف الحيواني والتاريخ الطبيعي للحوت)، ووصف أفراد الطاقم. ستاربك، الربّان الأكبر، والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، كويكرزي من جزيرة نانتوكيت، ذو عقلية واقعية، كان كويكويج رمّاحه لصيد الحيتان، الربّان الثاني هو ستاب، من كيب كود، هو شخص سعيد ومنطلق ومحظوظ ومبتهج، كان رمّاحه تاشتيغو، المغرور، ذي الأصل الهندي النقي، وهو من غاي هيد، والربّان الثالث كان فلاسك، من جزيرة مارثا فينيارد، كان قصيرًا وشجاعًا ورمّاحه داغّو، إفريقي طويل، وهو الآن من سكان نانتوكيت.

عندما ظهر آهاب أخيرًا على سطح مؤخرة السفينة، أعلن أنه مغادر للانتقام من الحوت الأبيض الذي حرمه ساق واحدة من ركبته حتى أسفل قدمه وتركه يستخدم بدلة صناعية مصنوعة من عظم فك الحوت. سيُقدم آهاب للرجل الأول الذي سيرى موبي ديك (الحوت الأبيض الصخم) دوبلونًا، وهي عملة ذهبية، ثبّتها في صارية السفينة. احتج ستاربك على أنه لم يأت من أجل الانتقام بل من أجل الربح. قصد آهاب ممارسة تعويذة غامضة على إسماعيل: «بدت ضغينة آهاب لي أنها لا تخمد». وبدلًا من الاقتراب من منطقة رأس هورن، اتجه آهاب إلى المحيط الهادئ الاستوائي عبر جنوب إفريقيا. وبعد ظهر أحد الأيام، في الوقت الذي يقوم فيه إسماعيل وكويكويج بنسيج شبكة –«بدا أن شدّها كان ضروريًا، لتصبح يداه حرة، وتكون فرصة لرمح كويكويج»– رأى تاشتيغو حوت العنبر. ظهر خمسة من الرجال غير المعروفين من قبل على سطح السفينة، وتبين أنهم طاقم خاص مُختار من قبل آهاب، مفسرين بذلك الشخصيات الغامضة التي شُوهدت تصعد على السفينة. قائدهم فيدالا، بارسيّ الطائفة، وهو رماح آهاب. كانت تلك الملاحقة غير ناجحة.

قامت بيكود بأول مقابلة بحرية أو «محادثة بين الصيادين» على متن سفن أخرى من أصل تسعة في جنوب شرق رأس الرجاء الصالح، نادى آهاب ال غوني ألباتروس ليسألهم عما إذا كانوا شاهدوا الحوت الأبيض، ولكن البوق الذي كان يستخدمه الكابتن للتكلم وقع في البحر قبل أن يتمكن من الإجابة. شرح إسماعيل أنه بسبب انهماك آهاب بالموبي ديك، كان يبحر دون الاعتماد على «المحادثات» المعتادة، التي تعرف بأنها «لقاء اجتماعي لاثنتين أو أكثر من سفن صيد الحيتان»، إذ يظل القبطانين على سفينة، وكبار الربّان على السفينة الأخرى. في المحادثة الثانية بعيدًا عن رأس الرجاء الصالح، مع تاون-هو، صائد حيتان من نانتوكيت، تم البوح بقصة «حكم الإله» المخفية فقط للطاقم: انتُقد صياد نشيط بقسوة لضربه ربّانًا متعسفًا، وعندما قاد ذلك الربّان مطاردة موبي ديك، سقط من القارب وقتله الحوت.


Herman Melville
مكانتها في الأدب العالمي
تحتلّ رواية "موبي ديك" مكانةً مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي، بالإضافة إلى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة حول الصراع والتحدّي بين حوت وإنسان. ويقول الأمريكيون عنها: "إنها ملحمتنا الأميركية الوحيدة".

غير أن الرواية لاقت من الإهمال بعد صدورها ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والإحساس بالعجز، ليقضي بقيّة حياته موظّفاً في سلك الجمارك الأمريكية ويموت مُهمَلاً مجهولاً في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.

وخلال زهاء ستّين عاماً من صدور "موبي ديك" للمرّة الأولى، لم يُلتفت إليها ولم يُنظر إليها بصفتها روايةً عظيمةً سوى عام 1907، أي بعد مرور 16 عاماً على رحيل مؤلّفها، عندما تم إدراجها ضمن سلسلة "إيفري مان لايبراري" الشهيرة التي تنشر الكلاسيكيات الكبرى.

ولم يهتم النقّاد بالرواية إلا في العشرينات من القرن الماضي؛ حين بدأ الباحثون والنقّاد وأساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طوّر شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الأمريكية تحتل مكانةً مرموقةً في تاريخ الرواية العالمية.

تُرجم العمل إلى اللغة العربية على يد الناقد والشاعر والمؤرّخ والمحقّق الفلسطيني إحسان عبّاس عام 1956. وصدرت الترجمة لأوّل مرة عن "مؤسّسة ناصر للثقافة" في بيروت.

وفي مجال السينما، قُدّمت العديد من الأفلام المقتبسة عن الرواية؛ أبرزها الفيلم السينمائي الذي أخرجه جون هيوستن (John Huston) عام 1956، بالعنوان نفسه. وهو من بطولة الممثّل الكبير غريغوري بيك (Gregory Peck) الذي جسّد شخصيّة البحّار "اهاب"، مقدّماً بذلك أحد أعظم أدواره على الإطلاق. وحصل الفيلم على العديد من الجوائز.

وفي 2015، أُعيد تقديم الرواية برؤية سينمائية جديدة تحت عنوان "في قلب البحر" (In the Heart of the Sea)، وهو من إخراج رون هاوارد، وبطولة كريس هيمسورث وبنجامين وكر وجوردي مولا وسيليان ميرفي. وكتب نصّ السيناريو كلّ من: أماندا سيلفر وريك جافا وتشارلز ليفيت.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

تدورأحداث الرواية  حول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود كما تحوله إلى كيان رمزي معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش مطلق عيش وعن المشروع الاميركي الذي وجد في عمل ملفيل شكلا من اشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت اميركا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكان. فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكامنة
سافر إسماعيل في شهر ديسمبر من جزيرة مانهاتن إلى مدينة نيو بدفورد في ولاية ماساتشوستس، مخططًا للتسجيل في رحلة بحرية لصيد الحيتان. كان الخان الذي وصل إليه مكتظًا بالناس، لذا وجب عليه أن يتقاسم السرير مع الإنسان المتوحش ذي الوشوم كويكويج البولنيزي (من سكان بولنيزيا)، وهو صائد حيتان، وكان والده ملكًا لجزيرة روكوفوكو الخيالية. في الصباح التالي، حضر إسماعيل وكويكويج خطبة البابا مابل عن سفر يونان، ثم توجها نحو جزيرة نانتوكيت. سجل إسماعيل في رحلة بحرية مع مالكي سفينة بيكود لصيد الحيتان، وهما الكويكرز بيلداد وبيليج.  وصف بيليج الكابتن آهاب: «إنه رجل عظيم، غير تقي، رجل شبيه بالإله»، ومع ذلك هو شخص لديه «إنسانياته». استأجروا كويكويج في صباح اليوم التالي. تنبّأ رجل يُدعى إيليا بأن مصيرًا أليمًا سيحدث إذا انضم إسماعيل وكويكويج إلى آهاب. وبينما حُمّلت المؤن، صعدت شخصيات غامضة على متن السفينة. وفي يوم الميلاد البارد، غادرت بيكود الميناء.

ناقش إسماعيل علم دراسة الحيتان (التصنيف الحيواني والتاريخ الطبيعي للحوت)، ووصف أفراد الطاقم. ستاربك، الربّان الأكبر، والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، كويكرزي من جزيرة نانتوكيت، ذو عقلية واقعية، كان كويكويج رمّاحه لصيد الحيتان، الربّان الثاني هو ستاب، من كيب كود، هو شخص سعيد ومنطلق ومحظوظ ومبتهج، كان رمّاحه تاشتيغو، المغرور، ذي الأصل الهندي النقي، وهو من غاي هيد، والربّان الثالث كان فلاسك، من جزيرة مارثا فينيارد، كان قصيرًا وشجاعًا ورمّاحه داغّو، إفريقي طويل، وهو الآن من سكان نانتوكيت.

عندما ظهر آهاب أخيرًا على سطح مؤخرة السفينة، أعلن أنه مغادر للانتقام من الحوت الأبيض الذي حرمه ساق واحدة من ركبته حتى أسفل قدمه وتركه يستخدم بدلة صناعية مصنوعة من عظم فك الحوت. سيُقدم آهاب للرجل الأول الذي سيرى موبي ديك (الحوت الأبيض الصخم) دوبلونًا، وهي عملة ذهبية، ثبّتها في صارية السفينة. احتج ستاربك على أنه لم يأت من أجل الانتقام بل من أجل الربح. قصد آهاب ممارسة تعويذة غامضة على إسماعيل: «بدت ضغينة آهاب لي أنها لا تخمد». وبدلًا من الاقتراب من منطقة رأس هورن، اتجه آهاب إلى المحيط الهادئ الاستوائي عبر جنوب إفريقيا. وبعد ظهر أحد الأيام، في الوقت الذي يقوم فيه إسماعيل وكويكويج بنسيج شبكة –«بدا أن شدّها كان ضروريًا، لتصبح يداه حرة، وتكون فرصة لرمح كويكويج»– رأى تاشتيغو حوت العنبر. ظهر خمسة من الرجال غير المعروفين من قبل على سطح السفينة، وتبين أنهم طاقم خاص مُختار من قبل آهاب، مفسرين بذلك الشخصيات الغامضة التي شُوهدت تصعد على السفينة. قائدهم فيدالا، بارسيّ الطائفة، وهو رماح آهاب. كانت تلك الملاحقة غير ناجحة.

قامت بيكود بأول مقابلة بحرية أو «محادثة بين الصيادين» على متن سفن أخرى من أصل تسعة في جنوب شرق رأس الرجاء الصالح، نادى آهاب ال غوني ألباتروس ليسألهم عما إذا كانوا شاهدوا الحوت الأبيض، ولكن البوق الذي كان يستخدمه الكابتن للتكلم وقع في البحر قبل أن يتمكن من الإجابة. شرح إسماعيل أنه بسبب انهماك آهاب بالموبي ديك، كان يبحر دون الاعتماد على «المحادثات» المعتادة، التي تعرف بأنها «لقاء اجتماعي لاثنتين أو أكثر من سفن صيد الحيتان»، إذ يظل القبطانين على سفينة، وكبار الربّان على السفينة الأخرى. في المحادثة الثانية بعيدًا عن رأس الرجاء الصالح، مع تاون-هو، صائد حيتان من نانتوكيت، تم البوح بقصة «حكم الإله» المخفية فقط للطاقم: انتُقد صياد نشيط بقسوة لضربه ربّانًا متعسفًا، وعندما قاد ذلك الربّان مطاردة موبي ديك، سقط من القارب وقتله الحوت.


Herman Melville
مكانتها في الأدب العالمي
تحتلّ رواية "موبي ديك" مكانةً مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي، بالإضافة إلى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة حول الصراع والتحدّي بين حوت وإنسان. ويقول الأمريكيون عنها: "إنها ملحمتنا الأميركية الوحيدة".

غير أن الرواية لاقت من الإهمال بعد صدورها ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والإحساس بالعجز، ليقضي بقيّة حياته موظّفاً في سلك الجمارك الأمريكية ويموت مُهمَلاً مجهولاً في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.

وخلال زهاء ستّين عاماً من صدور "موبي ديك" للمرّة الأولى، لم يُلتفت إليها ولم يُنظر إليها بصفتها روايةً عظيمةً سوى عام 1907، أي بعد مرور 16 عاماً على رحيل مؤلّفها، عندما تم إدراجها ضمن سلسلة "إيفري مان لايبراري" الشهيرة التي تنشر الكلاسيكيات الكبرى.

ولم يهتم النقّاد بالرواية إلا في العشرينات من القرن الماضي؛ حين بدأ الباحثون والنقّاد وأساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طوّر شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الأمريكية تحتل مكانةً مرموقةً في تاريخ الرواية العالمية.

تُرجم العمل إلى اللغة العربية على يد الناقد والشاعر والمؤرّخ والمحقّق الفلسطيني إحسان عبّاس عام 1956. وصدرت الترجمة لأوّل مرة عن "مؤسّسة ناصر للثقافة" في بيروت.

وفي مجال السينما، قُدّمت العديد من الأفلام المقتبسة عن الرواية؛ أبرزها الفيلم السينمائي الذي أخرجه جون هيوستن (John Huston) عام 1956، بالعنوان نفسه. وهو من بطولة الممثّل الكبير غريغوري بيك (Gregory Peck) الذي جسّد شخصيّة البحّار "اهاب"، مقدّماً بذلك أحد أعظم أدواره على الإطلاق. وحصل الفيلم على العديد من الجوائز.

وفي 2015، أُعيد تقديم الرواية برؤية سينمائية جديدة تحت عنوان "في قلب البحر" (In the Heart of the Sea)، وهو من إخراج رون هاوارد، وبطولة كريس هيمسورث وبنجامين وكر وجوردي مولا وسيليان ميرفي. وكتب نصّ السيناريو كلّ من: أماندا سيلفر وريك جافا وتشارلز ليفيت.



سنة النشر : 1998م / 1419هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 11.1 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة موبي ديك

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل موبي ديك
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
هرمان ملفل - Herman Melville

كتب هرمان ملفل ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ موبي ديك ❝ ❞ بارتلبي النساخ ❝ ❞ موبى ديك ❝ الناشرين : ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ دار نينوي للدراسات والنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب هرمان ملفل
الناشر:
المدى للإعلام والثقافة والفنون
كتب المدى للإعلام والثقافة والفنوندار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل. وقد تتنوع إصدارات الدار والتي تغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها: الدراسات النقدية، المجموعات القصصية، الروايات. المقالات والخواطر تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الحب فى زمن الكوليرا ❝ ❞ سيكولوجيا العلاقات الجنسية ❝ ❞ مائة عام من العزلة ❝ ❞ كيف تمسك بزمام القوة؟ ❝ ❞ العمى ل جوزيه ساراماغو ❝ ❞ دون كيخوته ❝ ❞ حكايات الأخوين غريم ❝ ❞ مئة عام من العزلة ❝ ❞ أصل الأشياء ❝ ❞ قصص الحب والجنون والموت ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ روبرت جرين ❝ ❞ علي بن أبي طالب ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ عبد الرحمن بدوى ❝ ❞ نعوم تشومسكي ❝ ❞ غابرييل غارسيا ماركيز ❝ ❞ عزيز نيسين ❝ ❞ محمد بن علي الشوكاني ❝ ❞ أدونيس ❝ ❞ جابرييل جارسيا ماركيز ❝ ❞ جورج أورويل ❝ ❞ برتراند راسل ❝ ❞ إرنست همنغواي ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ بلال فضل ❝ ❞ ألبرتو مانغويل ❝ ❞ ثيودور رايك ❝ ❞ محمد الماغوط ❝ ❞ جوزيه ساراماغو ❝ ❞ أورهان باموق ❝ ❞ إدواردو غاليانو ❝ ❞ ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ الحب فى زمن الكوليرا ❝ ❞ سيكولوجيا العلاقات الجنسية ❝ ❞ مائة عام من العزلة ❝ ❞ كيف تمسك بزمام القوة؟ ❝ ❞ العمى ل جوزيه ساراماغو ❝ ❞ دون كيخوته ❝ ❞ مئة عام من العزلة ❝ ❞ حكايات الأخوين غريم ❝ ❞ أصل الأشياء ❝ ❞ قصص الحب والجنون والموت ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ روبرت جرين ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ علي بن أبي طالب ❝ ❞ عبد الرحمن بدوى ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ نعوم تشومسكي ❝ ❞ غابرييل غارسيا ماركيز ❝ ❞ محمد بن علي الشوكاني ❝ ❞ عزيز نيسين ❝ ❞ أدونيس ❝ ❞ جابرييل جارسيا ماركيز ❝ ❞ جورج أورويل ❝ ❞ برتراند راسل ❝ ❞ إرنست همنغواي ❝ ❞ ثيودور رايك ❝ ❞ بلال فضل ❝ ❞ ألبرتو مانغويل ❝ ❞ محمد الماغوط ❝ ❞ جوزيه ساراماغو ❝ ❞ أورهان باموق ❝ ❞ يوليوس ليبس ❝ ❞ إدواردو غاليانو ❝ ❞ جاك لندن ❝ ❞ أمبرتو إيكو‎ ❝ ❞ باتريك زوسكيند ❝ ❞ كولين هوفر ❝ ❞ ماريو بارغاس يوسا ❝ ❞ إيزابيل ألليندي ❝ ❞ د. مصطفى جواد ❝ ❞ فرجينيا وولف ❝ ❞ الأخوان غريم ❝ ❞ ايفان تورغينيف ❝ ❞ رابندرانات طاغور ❝ ❞ توماس مان ❝ ❞ غونتر غراس ❝ ❞ هنري ميلر ❝ ❞ هانس كريستيان أندرسن ❝ ❞ إسماعيل مظهر ❝ ❞ هيرمان هيسه ❝ ❞ ميغيل دي ثربانتس ❝ ❞ سوزان سونتاغ ❝ ❞ حسب الشيخ جعفر ❝ ❞ قاسم محمد عباس ❝ ❞ ياسوناري كاواباتا ❝ ❞ هرمان ملفل ❝ ❞ وليم فوكنر ❝ ❞ كاميلو خوسيه ثيلا ❝ ❞ ألكسي تولستوي ❝ ❞ غائب طعمة فرمان ❝ ❞ صادق جلال العظم ❝ ❞ وليام سيدني بورتر ❝ ❞ آلي سميث ❝ ❞ ستيفان تسفايج ❝ ❞ هوراسيو كيروغا ❝ ❞ فسنايبول ❝ ❞ غي دو موباسان ❝ ❞ غسان كنفاني ❝ ❞ وول سوينكا ❝ ❞ أنطونيو سكارميتا ❝ ❞ يورى بونداريف ❝ ❞ ليلى العثمان ❝ ❞ كنوت هامسون ❝ ❞ إيمري كرتيس ❝ ❞ لويجي بيرانديللو ❝ ❞ بوريس باسترناك ❝ ❞ ليف تولستوي ❝ ❞ ميخائيل شولوخوف ❝ ❞ إيفان بونين ❝ ❞ وليام فوكنر ❝ ❞ فؤاد معصوم ❝ ❞ هاري مارتينسون ❝ ❞ محمد حنيف شاهد ❝ ❞ جيوفاني بوكاشيو ❝ ❞ سيغريد أوندست ❝ ❞ ميسلون هادي ❝ ❞ بار لاغركفيست ❝ ❞ يشار كمال ❝ ❞ جون فاولز ❝ ❞ خوسيه ماريا ميرنيو ❝ ❞ جيسواف ميووش ❝ ❞ أورهان كمال ❝ ❞ سامى زبيدة ❝ ❞ فيصل السامر ❝ ❞ سغريد أوندست ❝ ❞ فرانسوا مورياك ❝ ❞ ايفنديونسن ❝ ❞ بهيج ملا حويش ❝ ❞ ألفرد دوبلن ❝ ❞ ميغيل دي أونامونو ❝ ❞ بزرك علوي ❝ ❞ ماكسنس فرمين ❝ ❞ لويجي كابوانا ❝ ❞ غابرييل ماركيز ❝ ❞ فقير با يقورت ❝ ❞ غابريل غارسيا ماركيز ❝ ❞ هاينريش بول ❝ ❞ راديارد كيبيلينغ ❝ ❞ ممدوح عزام ❝ ❞ قادر محمد حسن ❝ ❞ ألبارو كونكيرو ❝ ❞ ميثم الجنابي ❝ ❞ إيتالو كالفينو ❝ ❞ جوردي بونتي ❝ ❞ بافيل فاليريفيتش باسنسكي ❝ ❞ لاهاي عبد الحسين ❝ ❞ ليوناردو بادورا ❝ ❞ زهير الجزائري ❝ ❞ حسين نهابة ❝ ❞ سكوت سومز ❝ ❞ نزار عيون السود ❝ ❞ فؤاد التكرلي ❝ ❞ أليخاندرا بيزارنيك ❝ ❞ ويليام فوكنز ❝ ❞ رودي روكرر ❝ ❞ ندى نادر ❝ ❞ بسام البزاز ❝ ❞ جيوكندا بيلي ❝ ❞ لطفية الدليمي ❝ ❞ عابد إسماعيل ❝ ❞ رزان يوسف سلمان ❝ ❞ صالح علماني ❝ ❞ نبيل الحفار ❝ ❞ سعيد عبده ❝ ❞ مصطفي ماهر ❝ ❞ عبد الرحمن بدوي ❝ ❱.المزيد.. كتب المدى للإعلام والثقافة والفنون