❞ رواية مقام سيدي الأحمر ❝ ⏤ إيمان صالح العلواني
بلحظة.. إعتلينا سيارتي وذهبنا في طريقنا لمقر الإحتفال، بعد مايقربُ من النِصف ساعة، كنا قد وصلنا لذلِك الملهى وصعدنا الدرج حتى وصلنا لهذه المنضدة المجهزة لنا خصيصًا، حيث يجلس عليها بعضَ الأصدقاء ومنهم سهيلة، ما إن رأيتها حتى تذكرتُ تلك الأيام..نبضاتُ قلبي الأولى..
عشقي الأول سُهيْلة، نعم إنها تلك الفتاةُ المُفعمةُ بالحيويةِ والتَحرر، هذه الفتاةُ التي علمتني الكثير عن الحياة وأبعدتنا الأيام، تقف أمامي الآن كما لو كانت لم تفارقني قَط.. وكأنني لازلت ذلكَ الشابُ المراهق المبهورُ بأفعالها والمنساقِ وراءِ تصرفاتها الطائِشة ، تقفُ أمامي مرتدية ثوبٌ قصير أسودَ اللون يعلوا ركبتيها..
تنتعلُ بوطًا أسودًا يرتفع لأعلى ساقها تاركًا جزءً صغيرا منها، شعرها الأجعد الطويل الذي يبدوا كأمواجِ البحرِ الهائجِ ينسدلُ على كتفيها والقليل منه على ظهرِها، ماإن رأتني تلك الجميلةُ الفاتنة، حتى هرولت إلي وهي تصرخ بصوتٍ جهوري..
_سييف.. ميس يووو..
أَلقَتْ بِجسدِها الدافئُ المخمليُ بينَ أحضاني بقوةٍ لتُحرِك بيَ القليل من مشاعرِ الماضي، إحتضنتُها بشدةِ مُطبِقًا عيني وشَعُرتُ أني أعتصرُها، ثم فجأة أطلقتُ سراحها وأزدردتُ ريقي ناظرًا لها بشوق قائلا..
_سهيلة.. عاش من شافك!
لتنكُزني في كَتفي بدلالٍ قائلة.
إيمان صالح العلواني -
من كتب الروايات والقصص - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.