❞ كتاب تاريخ الفلسفة الغربية - الكتاب الثاني: الفلسفة الكاثوليكية ❝  ⏤ برتراند راسل

❞ كتاب تاريخ الفلسفة الغربية - الكتاب الثاني: الفلسفة الكاثوليكية ❝ ⏤ برتراند راسل

الكتاب الثانى من ثلاثية تاريخ الفلسفة الغربية للكاتب والفيلسوف برتراند راسل، هو تسجيل للفلسفة الكاثوليكية التى سادت الفكر الأوروبى لاسيما من أوغسطين إلى النهضة،( وهى فترة دامت عشرة قرون)، حيث اختص أعلام فلاسفة تلك الفترة أنفسهم بأقامة البناء الكاثوليكى أو باصلاح مافيه من أوجه نقص، وتختلف هذه الفترة عن العصور التى سبقتها وعن العصور اللاحقة لها لا فى الفلسفة فقط ولكن فى وجوه اخرى اهمها قوة (الكنيسة)، فالكنيسة قد قربت العلاقة بين المعتقدات الفلسفية وبين الظروف الاجتماعية والسياسية على نحو أشد مما كان قبل العصر الوسيط أو بعده.

كان القديس أوغسطين هو الذى يسود الفترة العظيمة الأولى من تاريخ الفلسفة الكاثوليكية،حيث كانت لأفلاطون السيادة بين الوثنيين، وتبلغ الفترة الثانية ذروتها فى القديس توماس الأكوين، الذى اعتبر ارسطو أفضل من افلاطون، وكذلك كان رأى اتباعه، ومع ذلك فقد لبثت ثنائية ( مدينة الله) -بعد القديس أوغسطين- قائمة بكل قوتها، وكانت الكنيسة هى التى تمثل مدينة الله كما كان الفلاسفة يمثلون - من الوجهة السياسية- مصالح الكنيسة، وشغلت الفلسفة نفسها بالدفاع عن العقيدة الدينية، واستحثت العقل ليؤيدها فى محاجاتها مع اولئك الذين فضوا أن يسلموا بصحة الوحى المسيحى، وربما كان ألتجائهم الى العقل فى النهاية البعيدة خطأ ، لكنه كان فى القرن الثالث عشر كان خطوة غاية فى التوفيق.

إلا ان البناء الذى أقيم فى القرن الثالث عشر، والذى اتسم بالكمال ، قد اندك لاسباب عدة لعل اهمها نشأة طبقة غنية تجارية فى ايطاليا، والتى وقف ضدها سواد الشعب مع الكنيسة باعتبار الكنيسة تسمو على الاشراف ذكاء وخُلقاً وقدرة على مناهضة الفوضى ، ولكن فيما بعد عاونت الطبقة التجارية البابا على هزيمة الامبراطور ومن ثم عملت جاهدة لتحرير الحياة الاقتصادية من رقابة الكنيسة. سبب آخر ادى الى نهاية العصور الوسطى، وهو قيام مَلَكيات قوية قومية فى فرنسا وانجلترا واسبانيا، والتى تمكنت بالقضاء على الفوضى الداخلية ثم التحالف مع طبقة التجار الاغنياء ضد الارستقراطين وكذلك محاربة البابا فيما بعد.

وفي الوقت نفسه كانت البابوية قد فقدت السمعة الخُلقية التى كانت تتمتع بها سابقا، فقد خضعت البابوية اولاً لفرنسا اثناء اقامة الباباوات فى افنيون، ثم جاء (الانشقاق الأعظم) فادى هذان العاملان بالبابوات الى اقناع العالم -بغير قصد منهم- أن السلطة البابوية المستبدة غير المقيدة شئ لاهو بالمستطاع ولا بالمستحب، وفى القرن الخامس عشر اصبح مركزهم بأعتبارهم حُكاماً على البلاد المسيحية فى المنزلة الثانية من الوجهة العملية.

وهكذا حطمت (النهضة) و(الاصلاح الدينى) ما أقامته العصور الوسطى من بناء، دون أن يكون قد حل محله بناء أخر بمثل أناقته وكماله الظاهر، وموضوع هذا الكتاب هو نمو هذا البناء ثم تدهوره.
برتراند راسل - فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني. في مراحل مختلفة من حياته، كان راسل ليبرالياً واشتراكياً وداعية سلام، إلا أنه أقر أنه لم يكن أياً من هؤلاء بالمعنى العميق.

وعلى الرغم من قضائه معظم حياته في إنجلترا، وُلد راسل في ويلز وتوفي عن عمر ناهز الـ 100 عاما.

❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ حكمة الغرب ❝ ❞ فى التربية ❝ ❞ الفوز بالسعادة ❝ ❞ إنتصار السعادة ❝ ❞ تاريخ الفلسفة الغربية الكتاب الثالث الفلسفة الحديثة ❝ ❞ أصول الرياضيات جزئين ❝ ❞ بحوث غير مألوفة ❝ ❞ سيرتى الذاتية ج1 ❝ ❞ آثر العلم في المجتمع ❝ الناشرين : ❞ دار المعارف ❝ ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ المركز القومي للترجمة ❝ ❞ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ❝ ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار مكتبة الحياة ❝ ❞ دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر ❝ ❞ المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ❝ ❞ دار آفاق للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الأمير للنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.


اقتباسات من كتاب تاريخ الفلسفة الغربية - الكتاب الثاني: الفلسفة الكاثوليكية

نبذة عن الكتاب:
تاريخ الفلسفة الغربية - الكتاب الثاني: الفلسفة الكاثوليكية

2012م - 1446هـ
الكتاب الثانى من ثلاثية تاريخ الفلسفة الغربية للكاتب والفيلسوف برتراند راسل، هو تسجيل للفلسفة الكاثوليكية التى سادت الفكر الأوروبى لاسيما من أوغسطين إلى النهضة،( وهى فترة دامت عشرة قرون)، حيث اختص أعلام فلاسفة تلك الفترة أنفسهم بأقامة البناء الكاثوليكى أو باصلاح مافيه من أوجه نقص، وتختلف هذه الفترة عن العصور التى سبقتها وعن العصور اللاحقة لها لا فى الفلسفة فقط ولكن فى وجوه اخرى اهمها قوة (الكنيسة)، فالكنيسة قد قربت العلاقة بين المعتقدات الفلسفية وبين الظروف الاجتماعية والسياسية على نحو أشد مما كان قبل العصر الوسيط أو بعده.

كان القديس أوغسطين هو الذى يسود الفترة العظيمة الأولى من تاريخ الفلسفة الكاثوليكية،حيث كانت لأفلاطون السيادة بين الوثنيين، وتبلغ الفترة الثانية ذروتها فى القديس توماس الأكوين، الذى اعتبر ارسطو أفضل من افلاطون، وكذلك كان رأى اتباعه، ومع ذلك فقد لبثت ثنائية ( مدينة الله) -بعد القديس أوغسطين- قائمة بكل قوتها، وكانت الكنيسة هى التى تمثل مدينة الله كما كان الفلاسفة يمثلون - من الوجهة السياسية- مصالح الكنيسة، وشغلت الفلسفة نفسها بالدفاع عن العقيدة الدينية، واستحثت العقل ليؤيدها فى محاجاتها مع اولئك الذين فضوا أن يسلموا بصحة الوحى المسيحى، وربما كان ألتجائهم الى العقل فى النهاية البعيدة خطأ ، لكنه كان فى القرن الثالث عشر كان خطوة غاية فى التوفيق.

إلا ان البناء الذى أقيم فى القرن الثالث عشر، والذى اتسم بالكمال ، قد اندك لاسباب عدة لعل اهمها نشأة طبقة غنية تجارية فى ايطاليا، والتى وقف ضدها سواد الشعب مع الكنيسة باعتبار الكنيسة تسمو على الاشراف ذكاء وخُلقاً وقدرة على مناهضة الفوضى ، ولكن فيما بعد عاونت الطبقة التجارية البابا على هزيمة الامبراطور ومن ثم عملت جاهدة لتحرير الحياة الاقتصادية من رقابة الكنيسة. سبب آخر ادى الى نهاية العصور الوسطى، وهو قيام مَلَكيات قوية قومية فى فرنسا وانجلترا واسبانيا، والتى تمكنت بالقضاء على الفوضى الداخلية ثم التحالف مع طبقة التجار الاغنياء ضد الارستقراطين وكذلك محاربة البابا فيما بعد.

وفي الوقت نفسه كانت البابوية قد فقدت السمعة الخُلقية التى كانت تتمتع بها سابقا، فقد خضعت البابوية اولاً لفرنسا اثناء اقامة الباباوات فى افنيون، ثم جاء (الانشقاق الأعظم) فادى هذان العاملان بالبابوات الى اقناع العالم -بغير قصد منهم- أن السلطة البابوية المستبدة غير المقيدة شئ لاهو بالمستطاع ولا بالمستحب، وفى القرن الخامس عشر اصبح مركزهم بأعتبارهم حُكاماً على البلاد المسيحية فى المنزلة الثانية من الوجهة العملية.

وهكذا حطمت (النهضة) و(الاصلاح الدينى) ما أقامته العصور الوسطى من بناء، دون أن يكون قد حل محله بناء أخر بمثل أناقته وكماله الظاهر، وموضوع هذا الكتاب هو نمو هذا البناء ثم تدهوره. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:



سنة النشر : 2012م / 1433هـ .
عداد القراءة: عدد قراءة تاريخ الفلسفة الغربية - الكتاب الثاني: الفلسفة الكاثوليكية

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
برتراند راسل - Bertrand Russell

كتب برتراند راسل فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني. في مراحل مختلفة من حياته، كان راسل ليبرالياً واشتراكياً وداعية سلام، إلا أنه أقر أنه لم يكن أياً من هؤلاء بالمعنى العميق. وعلى الرغم من قضائه معظم حياته في إنجلترا، وُلد راسل في ويلز وتوفي عن عمر ناهز الـ 100 عاما. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ حكمة الغرب ❝ ❞ فى التربية ❝ ❞ الفوز بالسعادة ❝ ❞ إنتصار السعادة ❝ ❞ تاريخ الفلسفة الغربية الكتاب الثالث الفلسفة الحديثة ❝ ❞ أصول الرياضيات جزئين ❝ ❞ بحوث غير مألوفة ❝ ❞ سيرتى الذاتية ج1 ❝ ❞ آثر العلم في المجتمع ❝ الناشرين : ❞ دار المعارف ❝ ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ المركز القومي للترجمة ❝ ❞ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ❝ ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار مكتبة الحياة ❝ ❞ دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر ❝ ❞ المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ❝ ❞ دار آفاق للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الأمير للنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❱. المزيد..

كتب برتراند راسل
الناشر:
الهيئة المصرية العامة للكتاب
كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مزرعة الحيوان ❝ ❞ الموجز في التحليل النفسي ❝ ❞ روميو وجولييت ❝ ❞ بدائع الزهور فى وقائع الدهور ج1 ❝ ❞ مذكرات الجمسي ❝ ❞ المعجم الوجيز هيروغليفي-عربي ❝ ❞ مذكرات الجسمي ❝ ❞ أفكار وأراء ❝ ❞ رواية الكهف ❝ ❞ قادة مصر الفرعونية- حتشبسوت ❝ ❱.المزيد.. كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب