❞ رسالة الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير) ❝  ⏤ خليل داود الزرو

❞ رسالة الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير) ❝ ⏤ خليل داود الزرو

فضل العلم وأهله:

1- أنَّه إرث الأنبياء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سلَك طريقًا يَطلب فيه علمًا، سلَك الله به طريقًا من طرق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يَصنع، وإنَّ العالِم ليَستغفر له مَن في السموات ومَن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإنَّ فضل العالِم على العابِد كفضل القمر ليلة البَدر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافِر))؛ (حم 4 حب) عن أبي الدرداء، قال الشيخ الألباني: (صحيح)؛ انظر حديث رقم: 6297 في صحيح الجامع.

فأنت الآن في القرن الخَامس عشر؛ إذا كنتَ من أهل العلم تَرث محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهذا من أكبر الفضائل.

2- أنه يبقى والمال يَفنى: فهذا أبو هريرة رضي الله عنه مِن فقراء الصَّحابة، حتى إنَّه يَسقط من الجوع كالمغمى عليه، وأسألكم بالله: هل يَجري لأبي هريرة ذِكرٌ بين الناس في عصرنا أم لا؟ نَعم يَجري كثيرًا؛ فيكون لأبي هريرة أجرُ مَن انتفع بأحاديثه؛ إذ العلمُ يبقى والمال يَفنى.

فعليك يا طالب العلم أن تَستمسك بالعلم؛ فقد ثبت في الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان، انقطع عملُه إلَّا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولد صالِح يَدعو له)).

3- أنه لا يُتعب صاحبه في الحراسة: لأنَّه إذا رزقك الله علمًا فمحله القلب، لا يَحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب مَحروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارِس لك؛ لأنَّه يحميك من الخطر بإذن الله عزَّ وجل، فالعلم يَحرسك، ولكنَّ المال أنت تَحرسه، تجعله في صناديق وراء الأغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئنٍّ عليه.

4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق: والدليل قوله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18]، فهل قال: أولو المال؟ لا، بل قال: ﴿ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾، فيكفيك فخرًا يا طالب العلم أن تكون ممَّن شهِد لله أنَّه لا إله إلَّا هو مع الملائكة الذين يَشهدون بوحدانيَّة الله عزَّ وجلَّ.

5- أن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، فإنَّ ولاة الأمور هنا تَشمل ولاةَ الأمور من الأمراء والحكَّام، والعلماء وطلَبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شَريعة الله ودَعوة الناس إليها، وولايةُ الأمراء في تَنفيذ شريعة الله وإلزامِ النَّاس بها.

6- أن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة: ويستدلُّ لذلك بحديث معاوية رضي الله عنه يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهه في الدين، وإنَّما أنا قاسِمٌ والله يُعطي، ولن تَزال هذه الأمَّة قائمة على أمر الله لا يضرُّهم من خالَفَهم حتى يأتي الله بأمره))؛ رواه البخاري، وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطَّائفة: "إن لَم يَكونوا أهل الحديث، فلا أدري مَن هم"، وقال القاضي عياض رحمه الله: "أراد أحمد أهلَ السنَّة، ومَن يَعتقد مذهبَ أهل الحديث".

7- أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين، هما:

1- طلب العلم والعمل به.

2- التاجر الذي جعلَ مالَه خدمةً للإسلام.

يقول المؤلف:

"ومن المسائل التي وجدت في الشام قبل مجيء الاسلام والتي كانت مثار جدل في الكنائس المسيحية مسالة القضاء والقدر ، فقد كان من تعاليم كنيسة انطاكية في القرون الأربعة الأولى للبلاد و الانسان بفعل الخير أو الشر بارادته وحريته المطلقة ، سوف يثاب أو بعاقب تبعا لأعماله ، وهذا الثواب أو العقاب ابديان ، ولا تشدق کریو کر انس و ابنه ابيفانس زاعمين بان كل شيء من الله ، وحين زعم مرقبون أن في المادة شرة طبعا خلقه الله ، وادعی بسیلیدیس و کر ہو کر انس أن لا حساب للانسان مهما فعل ، وصرح اوريجانس بنهاية العذاب وشمول المفو في الآخرة للخطاء حتى الشياطين : حرمتهم بيعة الله ما بين سبل . أن القضاء والقدر كان معروفا عند السريان قبل الفتح الإسلامي ، ومنذ القرن الثاني للميلاد .

ولا بد لنا من الاشارة الى الجدل العنيف الذي كان في الشام في القرنين الخامس والسادس الميلاديين حول طبيعة المسيح متمثلا بانقسام في الآراء بين الكنيستين النسطورية واليعقوبية ، وكانت وجهة نظر النسطورية انه يوجد في المسيح شخص اهي بشري يتصلان و احدهما بالآخر بانسجام تام، بينا شادی اليعاقبة بالطبيعة الواحدة المسيح .

و هذا موجز لما كان من أثر النصارى في الشام قبل الفتح الإسلامي ، وند ظهر تأثير ذلك على علم الكلام عند المسلمين كما سنبين فيما بعد. أما تأثير العناصر الأخرى كاليهود والمجوسي والصابئة فكان أقل من تأثير النصاری کا بنا ، ومع ذلك فإننا رأينا بعض العلماء بتأثر بهذه الطوائف ..

ويمكننا القول أن تلاقي مثل هذه الثقافات المتعددة لا بد أن يخلق حركة علمية في الشام تتميز عن غيرها من الأقطار الاسلامية الأخرى ، و سأحاول أن أبين في هذا البحث مظاهر هذه الحركة في القرنين الأول والثاني الهجرة" . خليل داود الزرو - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير) ❝ الناشرين : ❞ دار الآفاق الجديدة ❝ ❱
من رسائل ماجستير و دكتوراه فى علم التاريخ كتب الدراسات العليا - مكتبة الكتب العلمية.

نبذة عن الكتاب:
الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير)

1971م - 1446هـ
فضل العلم وأهله:

1- أنَّه إرث الأنبياء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سلَك طريقًا يَطلب فيه علمًا، سلَك الله به طريقًا من طرق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يَصنع، وإنَّ العالِم ليَستغفر له مَن في السموات ومَن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإنَّ فضل العالِم على العابِد كفضل القمر ليلة البَدر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافِر))؛ (حم 4 حب) عن أبي الدرداء، قال الشيخ الألباني: (صحيح)؛ انظر حديث رقم: 6297 في صحيح الجامع.

فأنت الآن في القرن الخَامس عشر؛ إذا كنتَ من أهل العلم تَرث محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهذا من أكبر الفضائل.

2- أنه يبقى والمال يَفنى: فهذا أبو هريرة رضي الله عنه مِن فقراء الصَّحابة، حتى إنَّه يَسقط من الجوع كالمغمى عليه، وأسألكم بالله: هل يَجري لأبي هريرة ذِكرٌ بين الناس في عصرنا أم لا؟ نَعم يَجري كثيرًا؛ فيكون لأبي هريرة أجرُ مَن انتفع بأحاديثه؛ إذ العلمُ يبقى والمال يَفنى.

فعليك يا طالب العلم أن تَستمسك بالعلم؛ فقد ثبت في الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان، انقطع عملُه إلَّا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولد صالِح يَدعو له)).

3- أنه لا يُتعب صاحبه في الحراسة: لأنَّه إذا رزقك الله علمًا فمحله القلب، لا يَحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب مَحروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارِس لك؛ لأنَّه يحميك من الخطر بإذن الله عزَّ وجل، فالعلم يَحرسك، ولكنَّ المال أنت تَحرسه، تجعله في صناديق وراء الأغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئنٍّ عليه.

4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق: والدليل قوله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18]، فهل قال: أولو المال؟ لا، بل قال: ﴿ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾، فيكفيك فخرًا يا طالب العلم أن تكون ممَّن شهِد لله أنَّه لا إله إلَّا هو مع الملائكة الذين يَشهدون بوحدانيَّة الله عزَّ وجلَّ.

5- أن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، فإنَّ ولاة الأمور هنا تَشمل ولاةَ الأمور من الأمراء والحكَّام، والعلماء وطلَبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شَريعة الله ودَعوة الناس إليها، وولايةُ الأمراء في تَنفيذ شريعة الله وإلزامِ النَّاس بها.

6- أن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة: ويستدلُّ لذلك بحديث معاوية رضي الله عنه يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهه في الدين، وإنَّما أنا قاسِمٌ والله يُعطي، ولن تَزال هذه الأمَّة قائمة على أمر الله لا يضرُّهم من خالَفَهم حتى يأتي الله بأمره))؛ رواه البخاري، وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطَّائفة: "إن لَم يَكونوا أهل الحديث، فلا أدري مَن هم"، وقال القاضي عياض رحمه الله: "أراد أحمد أهلَ السنَّة، ومَن يَعتقد مذهبَ أهل الحديث".

7- أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين، هما:

1- طلب العلم والعمل به.

2- التاجر الذي جعلَ مالَه خدمةً للإسلام.

يقول المؤلف:

"ومن المسائل التي وجدت في الشام قبل مجيء الاسلام والتي كانت مثار جدل في الكنائس المسيحية مسالة القضاء والقدر ، فقد كان من تعاليم كنيسة انطاكية في القرون الأربعة الأولى للبلاد و الانسان بفعل الخير أو الشر بارادته وحريته المطلقة ، سوف يثاب أو بعاقب تبعا لأعماله ، وهذا الثواب أو العقاب ابديان ، ولا تشدق کریو کر انس و ابنه ابيفانس زاعمين بان كل شيء من الله ، وحين زعم مرقبون أن في المادة شرة طبعا خلقه الله ، وادعی بسیلیدیس و کر ہو کر انس أن لا حساب للانسان مهما فعل ، وصرح اوريجانس بنهاية العذاب وشمول المفو في الآخرة للخطاء حتى الشياطين : حرمتهم بيعة الله ما بين سبل . أن القضاء والقدر كان معروفا عند السريان قبل الفتح الإسلامي ، ومنذ القرن الثاني للميلاد .

ولا بد لنا من الاشارة الى الجدل العنيف الذي كان في الشام في القرنين الخامس والسادس الميلاديين حول طبيعة المسيح متمثلا بانقسام في الآراء بين الكنيستين النسطورية واليعقوبية ، وكانت وجهة نظر النسطورية انه يوجد في المسيح شخص اهي بشري يتصلان و احدهما بالآخر بانسجام تام، بينا شادی اليعاقبة بالطبيعة الواحدة المسيح .

و هذا موجز لما كان من أثر النصارى في الشام قبل الفتح الإسلامي ، وند ظهر تأثير ذلك على علم الكلام عند المسلمين كما سنبين فيما بعد. أما تأثير العناصر الأخرى كاليهود والمجوسي والصابئة فكان أقل من تأثير النصاری کا بنا ، ومع ذلك فإننا رأينا بعض العلماء بتأثر بهذه الطوائف ..

ويمكننا القول أن تلاقي مثل هذه الثقافات المتعددة لا بد أن يخلق حركة علمية في الشام تتميز عن غيرها من الأقطار الاسلامية الأخرى ، و سأحاول أن أبين في هذا البحث مظاهر هذه الحركة في القرنين الأول والثاني الهجرة" .
.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

فضل العلم وأهله:

1- أنَّه إرث الأنبياء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سلَك طريقًا يَطلب فيه علمًا، سلَك الله به طريقًا من طرق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يَصنع، وإنَّ العالِم ليَستغفر له مَن في السموات ومَن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإنَّ فضل العالِم على العابِد كفضل القمر ليلة البَدر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافِر))؛ (حم 4 حب) عن أبي الدرداء، قال الشيخ الألباني: (صحيح)؛ انظر حديث رقم: 6297 في صحيح الجامع.

فأنت الآن في القرن الخَامس عشر؛ إذا كنتَ من أهل العلم تَرث محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهذا من أكبر الفضائل.

2- أنه يبقى والمال يَفنى: فهذا أبو هريرة رضي الله عنه مِن فقراء الصَّحابة، حتى إنَّه يَسقط من الجوع كالمغمى عليه، وأسألكم بالله: هل يَجري لأبي هريرة ذِكرٌ بين الناس في عصرنا أم لا؟ نَعم يَجري كثيرًا؛ فيكون لأبي هريرة أجرُ مَن انتفع بأحاديثه؛ إذ العلمُ يبقى والمال يَفنى.

فعليك يا طالب العلم أن تَستمسك بالعلم؛ فقد ثبت في الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان، انقطع عملُه إلَّا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولد صالِح يَدعو له)).

3- أنه لا يُتعب صاحبه في الحراسة: لأنَّه إذا رزقك الله علمًا فمحله القلب، لا يَحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب مَحروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارِس لك؛ لأنَّه يحميك من الخطر بإذن الله عزَّ وجل، فالعلم يَحرسك، ولكنَّ المال أنت تَحرسه، تجعله في صناديق وراء الأغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئنٍّ عليه.
 
4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق: والدليل قوله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18]، فهل قال: أولو المال؟ لا، بل قال: ﴿ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾، فيكفيك فخرًا يا طالب العلم أن تكون ممَّن شهِد لله أنَّه لا إله إلَّا هو مع الملائكة الذين يَشهدون بوحدانيَّة الله عزَّ وجلَّ.

5- أن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، فإنَّ ولاة الأمور هنا تَشمل ولاةَ الأمور من الأمراء والحكَّام، والعلماء وطلَبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شَريعة الله ودَعوة الناس إليها، وولايةُ الأمراء في تَنفيذ شريعة الله وإلزامِ النَّاس بها.

6- أن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة: ويستدلُّ لذلك بحديث معاوية رضي الله عنه يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهه في الدين، وإنَّما أنا قاسِمٌ والله يُعطي، ولن تَزال هذه الأمَّة قائمة على أمر الله لا يضرُّهم من خالَفَهم حتى يأتي الله بأمره))؛ رواه البخاري، وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطَّائفة: "إن لَم يَكونوا أهل الحديث، فلا أدري مَن هم"، وقال القاضي عياض رحمه الله: "أراد أحمد أهلَ السنَّة، ومَن يَعتقد مذهبَ أهل الحديث".

7- أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين، هما:

1- طلب العلم والعمل به.

2- التاجر الذي جعلَ مالَه خدمةً للإسلام.

يقول المؤلف:

"ومن المسائل التي وجدت في الشام قبل مجيء الاسلام والتي كانت مثار جدل في الكنائس المسيحية مسالة القضاء والقدر ، فقد كان من تعاليم كنيسة انطاكية في القرون الأربعة الأولى للبلاد و الانسان بفعل الخير أو الشر بارادته وحريته المطلقة ، سوف يثاب أو بعاقب تبعا لأعماله ، وهذا الثواب أو العقاب ابديان ، ولا تشدق کریو کر انس و ابنه ابيفانس زاعمين بان كل شيء من الله ، وحين زعم مرقبون أن في المادة شرة طبعا خلقه الله ، وادعی بسیلیدیس و کر ہو کر انس أن لا حساب للانسان مهما فعل ، وصرح اوريجانس بنهاية العذاب وشمول المفو في الآخرة للخطاء حتى الشياطين : حرمتهم بيعة الله ما بين سبل . أن القضاء والقدر كان معروفا عند السريان قبل الفتح الإسلامي ، ومنذ القرن الثاني للميلاد .

ولا بد لنا من الاشارة الى الجدل العنيف الذي كان في الشام في القرنين الخامس والسادس الميلاديين حول طبيعة المسيح متمثلا بانقسام في الآراء بين الكنيستين النسطورية واليعقوبية ، وكانت وجهة نظر النسطورية انه يوجد في المسيح شخص اهي بشري يتصلان و احدهما بالآخر بانسجام تام، بينا شادی اليعاقبة بالطبيعة الواحدة المسيح .

و هذا موجز لما كان من أثر النصارى في الشام قبل الفتح الإسلامي ، وند ظهر تأثير ذلك على علم الكلام عند المسلمين كما سنبين فيما بعد. أما تأثير العناصر الأخرى كاليهود والمجوسي والصابئة فكان أقل من تأثير النصاری کا بنا ، ومع ذلك فإننا رأينا بعض العلماء بتأثر بهذه الطوائف ..

 ويمكننا القول أن تلاقي مثل هذه الثقافات المتعددة لا بد أن يخلق حركة علمية في الشام تتميز عن غيرها من الأقطار الاسلامية الأخرى ، و سأحاول أن أبين في هذا البحث مظاهر هذه الحركة في القرنين الأول والثاني الهجرة" .
 



سنة النشر : 1971م / 1391هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير)

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير)
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
خليل داود الزرو - Khalil Daoud Al Zarro

كتب خليل داود الزرو ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الحياة العلمية في الشام في القرنين الأول والثاني للهجرة (ماجستير) ❝ الناشرين : ❞ دار الآفاق الجديدة ❝ ❱. المزيد..

كتب خليل داود الزرو
الناشر:
دار الآفاق الجديدة
كتب دار الآفاق الجديدة ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ سبيلك إلى السعادة والنجاح ❝ ❞ مطارحات مكيافيلي ❝ ❞ الفرسان الثلاثة ❝ ❞ أنباء نجباء الأبناء ❝ ❞ الإنسان العربى والعلم ❝ ❞ الأمم المتحدة في ربع قرن ❝ ❞ فضائل القدس (ط. الآفاق) ❝ ❞ مدينة سنجار من الفتح العربى الإسلامى حتى الفتح العثمانى ❝ ❞ طبقات الشافعية للشيخ أبي بكر بن هداية الله الحسيني الكوراني (1014 هـ) ❝ ❞ المحبر ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ❝ ❞ نيكولو مكيافيلي ❝ ❞ ألكسندر دوماس ❝ ❞ سمير عبده ❝ ❞ مالك بن عبد الرحمن بن المرحل المالقي الأندلسي ❝ ❞ سمير شيخاني ❝ ❞ أحمد بن محمد بن جعفر البغدادي القدوري أبو الحسين ❝ ❞ كلاك ايشلبرغر ❝ ❞ محمد بن أبي محمد بن ظفر المكي الصقلي ❝ ❞ أبي بكر بن هداية الله الحسيني الكوراني ❝ ❞ د. حسن شميسانى ❝ ❞ خليل داود الزرو ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الآفاق الجديدة