❞ كتاب بواعث الإيمان ❝  ⏤ بول تيليتش

❞ كتاب بواعث الإيمان ❝ ⏤ بول تيليتش

يرى شبستري أن اللاهوت الذي ينتمي إليه تيليش والذي تمتد جذوره إلى شلايماخر هو لاهوت يعتمد على ركيزة التجربة الدينية تجربة المتعالي واللامتناهي، لذا فطبيعي جدا أن يحتل مفهوم «الإيمان» وفعاليات هذه التجربة أهمية كبيرة داخل عمل تيليش، بل إن تيليش قد خصص له كتابه «فعاليات الإيمان» والذي طمح فيه لإعادة تأويل هذه الكلمة الذي صارت في رأيه عرضة للتشويه والتحمل بحمولات زائفة، «إنها تحتاج لمداوة قبل أن تستخدم في مداواة الناس»، إعادة تأويل هدفها فصل «الإيمان» عن تلك المعانى الزائفة وبحث فعالياته وأنماطه ورموزه وحقيقته التي تختلف عن الحقائق الأخرى «الفلسفية» و «العلمية» و «التاريخية»

ومبدئيا علينا التنبه لكون هذه المحاولة من تيليش للبحث عن معنى حقيقي للإيمان لا تشبه تلك المحاولات التي ينتقدها بورديو عند بعض الفلاسفة والفيلولوجيين، حيث يتم تصور أن ثمة معنى حقيقي في الكلمات شوهه الناس في تجربتهم التاريخية حيث “جهل وضلال العامي هو المسؤل عن استحضار معاني آثمة ومبتذلة للكلمة” مما يحتم على الخبير استبعاد هذه المعاني للوصول للمعنى الحقيقي الخفي (الإنطولوجي السياسية عند هيدجر، ص147)، ما يعنيه تيليش ليس كذلك، فتيليش يحاول الوصول للمعنى الحقيقي للإيمان عبر تحليل وجودي لوقائع تجربة الإيمان نفسها،

وما يعتبره زائفا ليس سوى استخدام كلمة الإيمان في صراعات فكرية وثقافية تتنكر لهذا المعنى الذي تكشفه الوقائع بوضوح لتخلطه بمعان أخرى كالإنفعال وكالإرادة أو كالإعتقاد، كفيلسوف وجودي يعتبر تيليش تعريفات الإيمان زائفة طالما أنها تعرفها بما هو خارجها أو بما هو أحد أجزاءها فحسب، طالما أنها لا تستطيع معايشة التجربة الإيمانية «هنا والآن» بكليتها دون تجزئة، والتموج مع جدلها الداخلي والانتباه للفعاليات المُشكِّلة لها.
بول تيليتش - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ بواعث الإيمان ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر الجديد ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.


اقتباسات من كتاب بواعث الإيمان

نبذة عن الكتاب:
بواعث الإيمان

2017م - 1446هـ
يرى شبستري أن اللاهوت الذي ينتمي إليه تيليش والذي تمتد جذوره إلى شلايماخر هو لاهوت يعتمد على ركيزة التجربة الدينية تجربة المتعالي واللامتناهي، لذا فطبيعي جدا أن يحتل مفهوم «الإيمان» وفعاليات هذه التجربة أهمية كبيرة داخل عمل تيليش، بل إن تيليش قد خصص له كتابه «فعاليات الإيمان» والذي طمح فيه لإعادة تأويل هذه الكلمة الذي صارت في رأيه عرضة للتشويه والتحمل بحمولات زائفة، «إنها تحتاج لمداوة قبل أن تستخدم في مداواة الناس»، إعادة تأويل هدفها فصل «الإيمان» عن تلك المعانى الزائفة وبحث فعالياته وأنماطه ورموزه وحقيقته التي تختلف عن الحقائق الأخرى «الفلسفية» و «العلمية» و «التاريخية»

ومبدئيا علينا التنبه لكون هذه المحاولة من تيليش للبحث عن معنى حقيقي للإيمان لا تشبه تلك المحاولات التي ينتقدها بورديو عند بعض الفلاسفة والفيلولوجيين، حيث يتم تصور أن ثمة معنى حقيقي في الكلمات شوهه الناس في تجربتهم التاريخية حيث “جهل وضلال العامي هو المسؤل عن استحضار معاني آثمة ومبتذلة للكلمة” مما يحتم على الخبير استبعاد هذه المعاني للوصول للمعنى الحقيقي الخفي (الإنطولوجي السياسية عند هيدجر، ص147)، ما يعنيه تيليش ليس كذلك، فتيليش يحاول الوصول للمعنى الحقيقي للإيمان عبر تحليل وجودي لوقائع تجربة الإيمان نفسها،

وما يعتبره زائفا ليس سوى استخدام كلمة الإيمان في صراعات فكرية وثقافية تتنكر لهذا المعنى الذي تكشفه الوقائع بوضوح لتخلطه بمعان أخرى كالإنفعال وكالإرادة أو كالإعتقاد، كفيلسوف وجودي يعتبر تيليش تعريفات الإيمان زائفة طالما أنها تعرفها بما هو خارجها أو بما هو أحد أجزاءها فحسب، طالما أنها لا تستطيع معايشة التجربة الإيمانية «هنا والآن» بكليتها دون تجزئة، والتموج مع جدلها الداخلي والانتباه للفعاليات المُشكِّلة لها.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

يرى شبستري أن اللاهوت الذي ينتمي إليه تيليش والذي تمتد جذوره إلى شلايماخر هو لاهوت يعتمد على ركيزة التجربة الدينية تجربة المتعالي واللامتناهي، لذا فطبيعي جدا أن يحتل مفهوم «الإيمان» وفعاليات هذه التجربة أهمية كبيرة داخل عمل تيليش، بل إن تيليش قد خصص له كتابه «فعاليات الإيمان» والذي طمح فيه لإعادة تأويل هذه الكلمة الذي صارت في رأيه عرضة للتشويه والتحمل بحمولات زائفة، «إنها تحتاج لمداوة قبل أن تستخدم في مداواة الناس»، إعادة تأويل هدفها فصل «الإيمان» عن تلك المعانى الزائفة وبحث فعالياته وأنماطه ورموزه وحقيقته التي تختلف عن الحقائق الأخرى «الفلسفية» و «العلمية» و «التاريخية»، ومبدئيا علينا التنبه لكون هذه المحاولة من تيليش للبحث عن معنى حقيقي للإيمان لا تشبه تلك المحاولات التي ينتقدها بورديو عند بعض الفلاسفة والفيلولوجيين، حيث يتم تصور أن ثمة معنى حقيقي في الكلمات شوهه الناس في تجربتهم التاريخية حيث “جهل وضلال العامي هو المسؤل عن استحضار معاني آثمة ومبتذلة للكلمة” مما يحتم على الخبير استبعاد هذه المعاني للوصول للمعنى الحقيقي الخفي (الإنطولوجي السياسية عند هيدجر، ص147)، ما يعنيه تيليش ليس كذلك، فتيليش يحاول الوصول للمعنى الحقيقي للإيمان عبر تحليل وجودي لوقائع تجربة الإيمان نفسها، وما يعتبره زائفا ليس سوى استخدام كلمة الإيمان في صراعات فكرية وثقافية تتنكر لهذا المعنى الذي تكشفه الوقائع بوضوح لتخلطه بمعان أخرى كالإنفعال وكالإرادة أو كالإعتقاد، كفيلسوف وجودي يعتبر تيليش تعريفات الإيمان زائفة طالما أنها تعرفها بما هو خارجها أو بما هو أحد أجزاءها فحسب، طالما أنها لا تستطيع معايشة التجربة الإيمانية «هنا والآن» بكليتها دون تجزئة، والتموج مع جدلها الداخلي والانتباه للفعاليات المُشكِّلة لها.



سنة النشر : 2017م / 1438هـ .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة بواعث الإيمان

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل بواعث الإيمان
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
بول تيليتش - Paul Tillich

كتب بول تيليتش ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ بواعث الإيمان ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر الجديد ❝ ❱. المزيد..

كتب بول تيليتش
الناشر:
دار الفكر الجديد
كتب دار الفكر الجديد ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ طارق بن زياد فاتح الأندلس ❝ ❞ تكيف الغجر دراسة أنتروبولوجية اجتماعية لجماعات الكاولية في العراق ❝ ❞ مصائر ❝ ❞ نظرية النمو ❝ ❞ موجز تاريخ الأرداف ❝ ❞ الرمل ❝ ❞ الإنهمام بالذات ❝ ❞ بواعث الإيمان ❝ ❞ 16 قصة جديدة من العالم ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ ميشيل فوكو ❝ ❞ جورجي أمادو ❝ ❞ حسين شعيب ❝ ❞ خورخي لويس بورخيس ❝ ❞ روبرت صولو ❝ ❞ د حميد الهاشمي ❝ ❞ جان ليك هينيج ❝ ❞ بول تيليتش ❝ ❞ ربعي المدهون ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الفكر الجديد